الاثنين، 23 أكتوبر 2017

تطوع

عن التطوع 

قال تعالى: ( *فَمَـنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَه*)  [ البقرة 184]

يعرف 
*التطوع* بأنه مبادرة ذاتية لتقديم عمل خيري أو خدمة للآخرين مقننه وذات هدف لوجه الله تعالى دون مقابل وبهدف الإسهام في نفع المجتمع.
 أما *المتطوع* فهو  الذي يسخر نفسه" او ما يملكه من إمكانيات  "طواعية ودون إكراه لمساعدة ومؤازرة افراد المجتمع.

 ابدأ بهذا التعريف لعل رسالتي تصل لأولئك المتطوعين الذين شوهوا الصورة الجميلة للتطوع فسخره البعض منهم سلما للتسلق والوصول إلى مآرب شخصية  "او مناصب ادارية"
والحصول على مقابل عيني او مادي نظيرا له،  ولاولئك الذين يمنون على المجتمع بما يقدمونه مoن اعمال "طوعية" ولست اعلم كيف يصح لنا أن نطلق عليها طوعية وصاحبها يأخذ مقابل نظيرها؟
 وكيف تصبح طوعية وصاحبها يمن على المجتمع بما قام به؟ وكيف تصبح طوعية وصاحبها يرفض التعاون مع الاخرين في القيام بها؟" ويرفض القيام بما أوكل اليه"
وكيف تصبح طوعية وصاحبها هدفه الظهور الاعلامي؟"والنفاق الاجتماعي الرخيص"

يقول الله تعالى: ( *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ* )  [محمد 33]

إن اكثر ما يبطل اي عمل بعد الشرك بالله هو المن،"قال رسول الله ثلاثة : ( لايكلمهم الله يوم القيامة ، ولايزكيهم ، ولهم عذاب أليم ) فقالها رسول الله ثلاث مرار ، فقلت : خابوا وخسروا من هم يارسول الله قال: المنان والمنفق سلعته بالحلف والمسبل ازاره )."
فمن تصدق بصدقة ثم مَنَّ بها على المتصدق عليه، أو أذاه  فإنه يحبط بذلك أجر صدقته، لقول الله تعالى: ( *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى*) [البقرة:264].

 وفي صحيح مسلم من حديث أبي ذر: ثلاثةٌ لا يكلمهم الله يومَ القيامة: ( *المنَّان: الذي لا يعطي شيئًا إلا مَنَّهُ، والمنفق سِلعتَه بالحلفِ، والمسبل إزاره*) .

كذلك شوه العمل التطوعي الجماعي بامور عديدة فاصبح هنالك تعنت في اراء بعض المتطوعين على اراء بعضهم وافتقد الكثيرون منهم للبوصلة الحقيقة للعمل التطوعي، "والهدف السامي الذي جاء من أجله"
وتاه المتطوعين و الفرق عن هدفها في كثير من الاحيان، بل أن إجتماعاتها - إن حدثت- أصبحت مجرد صراعات ومبارزات بين الاعضاء.

 كذلك أصبحنا نفتقد لوجود مجالس إدارات حقيقية تقود العمل التطوعي ويتضح ذلك من خلال الصراع على كراسي القيادة والتهافت للبروز الاعلامي وهذا أفسد عمل الكثير  وأدى ذلك لتعطيل عملها نتيجة إختزال الأهداف في فوائد شخصية بحتة.

ولكن في ظل ما نراه من ملوثات للعمل التطوعي إلا انه يبقى الامل في أمثلة اخرى للفرق التطوعية والمتطوعين الذين يحملون اسمى رسالة وهدف نبيل  بدأت من الصفر وتاسست على معاني الايخاء والتعاون لاجل هدف واحد الاجر من الله عزوجل وخدمة  الوطن  والمجتمع 
وثابرت وماتزال مستمسكة بهدفها النبيل مهما كانت العواق والمغصات والتحديات .

قال تعالى: *( أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ* ) [المؤمنون 61]

منقول 
بتصرف 
المستشار /خالد جميل بري
قائد عام فريق اطواق التطوعي 
(التطوع شغفنا)
23-10-2017